السؤال كثيراً ما نقرأ في الكتب التربوية وتطوير الذات عن القواعد التي تجعل حياتك أفضل، لكني لا أطيق كل ما أقرأ، رغم إيماني بمصداقيته وفائدته لجعلي أكثر سعادة في هذه الحياة، وكيف أجعل هذه القواعد ديدني في مسيرتي؟
الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إذا أردت أكبر فائدة من قراءة كتب تطوير الذات والتنمية البشرية فعليك بالتالي:
أولاً: اسألي نفسك ماالذي سأكسبه من قراءة هذه القواعد وتطبيقها؟
ما الذي سأخسره إذا لم أقرأ تلك القواعد؟
ثانياً: عليك باختيار أهم القواعد والإرشادات الواردة في بعض تلك المراجع، بمعنى لا يشترط أن يأخذ الإنسان كل ما يقرأه، وإنما الصواب ما يناسبه, ويبدأ عملية التدرج في التطبيق.
ثالثاً: لابد من سؤال الذات أي النفس ما هو الأمر الذي أسعى لتغييره في هذه المرحلة (العمر – الزمن– الثقافة).
رابعاً: ينبغي على الإنسان تعلم كيفية البرمجة الإيجابية على التغيير، والاستفادة من المعارف والفنون التطويرية، وأهم هذه الطرق ما يلي:
كيف تبرمج نفسك على تطبيق مهارات وفنون تطوير الذات؟
الآن سوف أخبرك عن أيسر الطرق العملية والتطبيقات الإنسانية، والتي ستعينك بإذن الله إلى تحقيق آمالك في أن يكون الشخص مستفيداً ومستمتعاً بما يقرأ، وهذه المتعة تعينه على أمرين مهمين :
1- الاستمرارية في خطوات النجاح.
2- سهولة التطبيق واقعاً ملموساً.
الطريقة الأولى : التكرار.. بمعنى أن يُكرر الفعل أو الصفات التي تريد أن تتصف بها، فالتكرار يولد القرار.
الطريقة الثانية: الإيحاء، وهي كلمات أو مشاعر يقولها الإنسان لنفسه من جلسات الاسترخاء المريحة، ويوجه هذه الرسائل الإيجابية لعقله، مثل أن يبرمج نفسه على أن يكون شخصية محبوبة وجذابة، فيقول: أنا أتمتع بصفات جذابة والحمد لله، ويردد هذه الكلمات خاصة قبل النوم، عندما يكون في حالة بين اليقظة والنوم.
الطريقة الثالثة: الكثافة الحسية، بمعنى أن تُشكل لنفسك كثافة حسية تجاه برمجتك عقلك على أمرٍ ما، فتقرأ عنه كثيراً، وتكوِّن أصدقاء لك يتمتعون بهذه الصفات التي ترغبها وتحدث عنه كثيراً، حتى تشعر بأهميته وكأنك تعيشه.
الطريقة الرابعة: الخيال، وهو أن تتخيل الأمر الذي تريد أن تتبرمج عليه، مثل شخص يريد أن يبرمج نفسه على الحلم والأناة، فيعيش حياة من هذه صفتهم، ويتخيل أنه أصبح منهم، ويتخيل صورته بهذه السمة، ويسمع كلمات الإعجاب به، ويشعر بمشاعر الغبطة والسرور بذلك.
الطريقة الخامسة: المحاكاة أو الاقتداء والتقليد الإيجابي , وفي هذا يقول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم "وإذا أحسن أحسنوا". وتعلمنا أن الشخصيات لها أكبر الأثر في برمجة الآخرين، ولهذا يحسن أن يختار الإنسان نموذجاً إيجابياً يتأسى به، ويظهر ذلك على سلوكياته بعد أن يكون قد تبرمج عليها.
وأخيرا أحب أن أقول بأن أي خطوة تقربك إلى النجاح فهي تحتاج منك إلى :
* الالتزام بمبدأ الجدية في ترقي الذات.
* النظرة الإيجابية للنفس، والسعي على تطويرها.
* تكرار المحاولات حتى ولو وجد فشل أو خطأ، وتذكري دوما مقولة:
ليس عيبا أن تسقط على الأرض، وإنما العيب أن ترضى أن تداس بالأقدام
أرجو للجميع المزيد من التوفيق والنجاح في الدارين، ولنردد دوماً الحياة مغامرة جريئة أو لا شيء