ارتفاع أسعار الأراضي المجاورة لمدينة المعرفة الاقتصادية بطيبة 100%

توقعات بمضاعفتها مع بدء الأعمال الإنشائية
ارتفاع أسعار الأراضي المجاورة لمدينة المعرفة الاقتصادية بطيبة 100%


سامي المغامسي - المدينة المنورة
شهدت أراضي المدينة المنورة انتعاشا ملحوظا وارتفاعا في مبيعاتها في الجهة الشرقية المجاورة لمدينة المعرفة الاقتصادية وكذلك المباني العمرانية من شقق وفلل مع ازدياد عدد العروض المقدمة من العديد من شركات العقار والبناء التي زادت أنشطتها في المنطقة لتوفر مقومات الاستثمار الناجح لاسيما داخل الدائري الثاني إضافة لندرة المخططات السكنية مما ساهم في ارتفاع أسعار العقار وقطع الأراضي ووصولها إلى مستويات مرتفعة تتراوح بين 400 ألف ومليون ريال داخل الدائري الثاني حسب موقع الأرض ومساحتها وتظل الجهة الشرقية مرغوبة من قبل المستثمرين للقرب من المسجد النبوي الشريف والمنطقة المركزية.
توقعات بمضاعفة الأسعار
وتوقع مختصون عقاريون أن ترتفع أسعار الأراضي كذلك الى الضعف مع بدء الاعمال الإنشائية لمدينة المعرفة الاقتصادية حيث قال محمد فضل الله الزكزكي (مستثمر عقاري) ان الأراضي المجاورة لمدينة المعرفة ستشهد قفزة كبيرة في الأسعار عند بدء الأعمال الإنشائية وقال إن هناك عددا كبيرا من المستثمرين اشتروا أراضي مساحتها جيدة وتمثل هذه الأراضي استثمارا جيدا خاصة لتلك الواقعة بالقرب من الدائري الثاني والدائري الثالث مشيرا إلى أن أسعار الأراضي تتفاوت من موقع إلى آخر حسب الأهمية والمساحة إلا ان المعدل المتوسط للأراضي لا يقل عن نصف مليون ريال ولا يزيد عن مليون ريال. وأضاف ان سوق العقار يشهد طفرة وانتعاشا ملحوظا باعتباره ركيزة استثمارية توفر للمستثمرين الاطمئنان والأمان لاستثماراتهم.
اما عبدالرحمن الحربي المستثمر العقاري فقال ان اسعار العقار في المدينة المنورة شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعا ملحوظا لاسيما في المخططات الواقعة في الجهتين الشرقية والغربية تماشيا مع التوسع العمراني الذي تشهده طيبة خاصة للأراضي المجاورة لمشروع مدينة المعرفة الاقتصادية خاصة أسعار الأراضي الواقعة بمحاذاة الطريق الدائري الثالث.
واشار الى تقرير صادر من الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة يشير إلى ان محور الاستثمار في المدينة المنورة يتركز حول المسجد النبوي الشريف بالمنطقة المركزية وينطلق بعد ذلك في تمدد دائري طرديا من الابتعاد عن المنطقة المركزية وبتعدد الطرق الدائرية بالمدينة المنورة من الدائري الأول وحتى الدائري الرابع تختلف أنواع تلك الفرص الاستثمارية، ونجد أراضي الدائري الأول أهم وأقوى المناطق الاستثمارية بالمدينة المنورة وهي متوجهة بنسبة 95 في المئة لخدمة إسكان الحجاج والزائرين وهي المنطقة الوحيدة في المدينة المنورة المسموح فيها بأكثر من اثني عشر طابقا ويصل عدد العمائر الملاصقة لساحة الحرم إلى أكثر من عشرين طابقا أما بالنسبة في ما يتعلق بأراضي الإسكان العادي فقد انتعشت في عدة أحياء ومخططات جديدة بين الدائري الثاني والثالث تحتوي على أحياء حديثة مليئة بالفلل والمساكن الراقية.
تفاوت الأسعار
وقال: تتفاوت أسعار الأراضي والمخططات بالمدينة المنورة بالقرب والبعد عن المنطقة المركزية فالأراضي الواقعة قرب مساحة المسجد النبوي الشريف وصل سعر المتر المربع فيها إلى 187 ألف ريال في مشروع بني النجار ليبدأ السعر في التناقص كلما ابتعدنا عن الساحة ليصل سعر المتر إلى ثمانين ألف ريال لمتر الأرض الملاصقة للدائري الأول ونتيجة للمد العمراني خارج المنطقة المركزية فإن أسعار الأراضي والعقار حول المنطقة المركزية في أحياء البحر وقربان والعوالي وبدايات الشرقية والبيعة (شمال الحرم) وبداية حارة النصر هي الأعلى حيث يتراوح المتر المربع من 2500 الى 8000 ريال حسب الموقع وإستراتيجية القطع سواء كانت على الشارع الرئيسي أو في محور تقاطع شوارع رئيسية، وعلى ميدان مسجد السبق وحوله خصوصية حيث يبلغ السعر بين 14 إلى 17 ألف ريال للمتر المربع وفي قربان يتراوح بين 7000 إلى 5000 ريال للمتر المربع أما بدايات العوالي من 2500 إلى 4500 للمتر المربع وحول مسجد قباء يتراوح السعر بين 3500 إلى 5000 ريال للمتر المربع، وإذا ابتعدنا قليلا يصل سعر المتر في شمال حارة النصر إلى ما بين 600 و800 ريال وفي الغربية داخل الدائري الثاني إلى 350 وحتى 450 وفي بدايات حي السيح يتراوح سعر المتر بين 600 إلى 800 ريال وتقل الأسعار خارج الدائري الثاني وداخل الدائري الثالث لتصل إلى 150 ريالا للمتر في الجرف شمال المدينة وأيضا 150 إلى 250 ريالا وفي آبار علي وفي أقصى شرق المدينة بالقرب من المطار يتراوح سعر المتر ليصل إلى 100 ريال وفي أقصى جنوب شرق المدينة يصل سعر المتر إلى مابين 200 و250 ريالا في نبع الصفا.
واشار التقرير الى انه يفد عشرات المستثمرين سنويا للمدينة المنورة للبحث عن موضع قدم لاستغلال الفرصة الاستثمارية السانحة ومن ثم تحقيق أرباح عالية وذلك لكثافة الاستهلاك للخدمات والمنتجات، فخلال خمسين عاما يتضاعف سكان المدينة المنورة الأصليون والمهاجرون إليها من القرى المجاورة أكثر من ثلاثين ضعفا حتى وصل تعداد السكان إلى 1.500.000 نسمة تقريبا عام 1426هـ ويفد إليها سنويا بين 3 - 5 ملايين زائر بالإضافة إلى توفر السيولة والقوة الشرائية العالية، حيث أصبحت المدينة المنورة من المدن الحضارية فقد ظهرت بها مئات المحلات التجارية الراقية والمطاعم الدولية ووكلاء الماركات العالمية ومعها انتعشت قطاعات اقتصادية هامة مثل المواصلات والإعاشة والخدمات الصحية وغيرها فيما أصبحت ساحة للاستثمار الفندقي وفي المستشفيات والمستوصفات والأسواق التجارية الكبرى،
وأضاف التقرير أن العقار يتأثر بطبيعة الحال مثله مثل الأسهم بالفترات الزمنية والمواسم، وفي فترة الصيف والإجازات تصل الأسعار وحجم البيع والشراء إلى أدنى مستوى ويرتفع في المواسم الدينية خاصة في رمضان والحج في كافة أنشطة السوق العقاري سواء بيع أراض أو إيجار مساكن أو محلات تجارية بنسبة تتراوح مابين 15 - 25 بالمئة وذلك لتوفر السيولة لدى الموظفين ورجال الأعمال بعد هذين الموسمين.
وورد في التقرير انه لا توجد حاليا أية معايير محدودة لتقنين أسعار الأراضي ويعتمد تخطيط الأسعار ووزنها على مساحة العقار سواء كان أرضا أو بناء على موقعه وإمكانية استغلاله استغلالا مزدوجا (تجاري+سكني+إداري) كما يعتمد على المناخ الاقتصادي العام ونجاح مواسم الحج والعمرة بالمدينة المنورة فاقتصاديات المدينة تعتمد بشكل كبير على نشاط الحج والعمرة وكافة الأنشطة الأخرى التي تتغذى وتنمو من روافد هذا النشاط.
وتعتبر اللجنة العقارية برئاسة ماجد غوث وعدد من كبار العقاريين والخبراء بالمدينة المنورة من أنشط اللجان إذ تسعى حاليا إلى رسم سياسات واستراتيجيات طويلة الأمد للاستثمار العقاري بالمدينة وقد بدأت بالفعل حيث تعمل جاهدة على إنشاء بنك المعلومات العقاري للمدينة المنورة ورصد كافة القطاعات والأنشطة ذات العلاقة بالاستثمار العقاري ليتم بعدها إعداد الدراسات والبحوث اللازمة والتي تؤدي إلى اقتراح السياسات والاستراتيجيات المستقبلية لسوق العقار المديني، كما تعمل غرفة المدينة جاهدة وبمشاركة مركز الخدمة الشاملة الذي يتخذ من الغرفة مقرا له على جذب الاستثمارات الأجنبية في هذا النشاط والترويج لإمكانيات المدينة المنورة ومتانة بنيتها واقتصادياتها وإيصال رسالة هامة لمجتمع الاستثمار المحلي والدولي وهي ان المدينة المنورة مؤهلة لاحتضان المشاريع الاستثمارية الضخمة.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2008...0310178928.htm